محبة الله فى التأديب
تأكيد الكتاب على محبة الله المستمرة لا يعنى أننا لا نتوقع الألم
فى كاتب رسالة العبرانيين يؤكد لنا على أن التأديب فى هيئة ألم هو دليل على محبته" يا ابنى لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك لأن الذى يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله" (عب 12: 5, 6).
إننا نخطىء عندما نضع السعادة كعلامة لمحبة الله, بدلاً من ذلك يجب ان نبحث عن علامات فى أمانته وعمله الدائم لكى يشكلنا على صورة المسيح.
ولكن الله فى حكمته ومحبته الفائقة لا يجربنا فوق ما نحتمل, إنه لا يسمح إطلاقاً بأى ألم فى حياتنا ما لم يكن لخيرنا تماماً. كما يقول فى مراثى ارميا "لأنه لا يذل من قلبه ولا يحزن بنى الأنسان".
انه لا يسر فى ألامنا ولكنه لا يعفينا مما نحتاج إليه لكى نزداد أكثر فأكثر لنكون مشابهين صورة ابنه.
إن حياتنا الروحية المليئة بالشوائب هى التى تجعل التأديب ضرورياً, وهذا لا يعنى أن كل ألم نمر به فى حياتنا سببه الخطية.
القضية التى يتعامل بها الله فى حياتنا ليست هى ما نعمله ولكن ما نحن عليه. كلنا نقلل من شأن الشر المتأصل فى قلوبنا, فلا نرى مدى الكبرياء والأتكال على الجسد والشهوات الجسدية والعناد وتبرير الذات وعدم المحبة وعدم الثقة فى الرب, ولكن الألم يأتى بكل هذه الأعراض غلى السطح كمل تفعل النار أن تجعل الشوائب تطفوا على سطح الذهب المنصهر.
" هوذا طوبى لرجل يؤدبه الله. فلا ترفض تأديب القدير
لأنه هو يجرح ويعصب . يسحق ويداه تشفيان
في ست شدائد ينجيك، وفي سبع لا يمسك سوء "(ايوب 5: 17- 19 )
" 2: 18 ايها الخدام كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة ليس للصالحين المترفقين فقط بل للعنفاء ايضا
2: 19 لان هذا فضل ان كان احد من اجل ضمير نحو الله يحتمل احزانا متالما بالظلم
2: 20 لانه اي مجد هو ان كنتم تلطمون مخطئين فتصبرون بل ان كنتم تتالمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله
2: 21 لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته
2: 22 الذي لم يفعل خطية و لا وجد في فمه مكر
2: 23 الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا و اذ تالم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل
2: 24 الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم
2: 25 لانكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الان الى راعي نفوسكم و اسقفها " (1بط 2: 18- 25 )