مهرائيل صليب
عدد المساهمات : 73 نقاط : 187 تاريخ التسجيل : 07/12/2010 العمر : 35
| موضوع: العَذراء وَصَديق العَريس الخميس يناير 20, 2011 4:33 am | |
| ]size=24]العَذراء وَصَديق العَريس[/size]
إِثنانَ أَحَاطا بالرَب القُدوس وَقتَ تَجَسُدِهِ، وَكانا كِلَيهُما مَملوءُ حُباً لَهُ. وَلَما لَم يُوجَد مَكان بالقَلبِ والعَقلِ لِغَيرِ الرَب وَعَمَلِهِ الخَلاصي العَظيم.. فَلَم تَظهَر الذات وَلَم تُعيق مَسيرَة الرَب بِهِما.
يُوحَنا يَحيا زاهِداً مُتَجَرِداً في البَرِيَة يَتَعَرَف عَلي الرَب مُتَعَبِداً مُطِيعاً مُستَعِداً.. ثُمَ في الوَقت المُحَدَد وَإِرسالِيَة الرَب الإِلَه لَهُ يَظهَر لِلناس لِدَعوَتِهِم وَإِعلان الإِبنَ مُتَجَسِداً.، وَهوَ ظَلَ في هَذا العَمَل العَظيم الذي قَبِلَهُ رأساً مِنَ الله (المُمَجَد إِسمَهُ) مُتَجَرِداً مِن كُلِ زائِل وَفَوقَ الكُلِ ذاتِهِ.. حافَظَ عَلي حُبِهِ لِلعَريس نَقياً مِن أَي شائِبَة.. لَم يَرتَكِن في مَسيرَتِهِ عَلي جَماعَة أَو إِختَبأَ خَلف طُقوس وَعَوائِد، وَلا راعي مَظهَر مُكَرَم وَسطَ الشَعب كَما لِمَلابِس الكَهَنَة الوَقورَة أَيامَهُ، وَلولا مَعمودِيَةَ الماء وَمَوقِفَهُ مِن إِنحِراف هِيرودِس لَما كانَ قَد كُتِبَ عَنهُ غَيرَ مَدحَ الرَبَ لَهُ.. عَمِلَ في صَمت وَخَفاء وَتَفاني، وَليسَ أَدل عَلي ذَلِكَ مِن كَلِماتِهِ حِينَما قَال: لَستُ أَنا العَريس بَل صَديق العَريس، لَستُ مُستَحِقاً أَن أَحُلَ سِيورَ نَعلَيهِ، أَنتَ تَاتي لِتَعتَمِد مِني وَأَنا المُحتاج أَن أَعتَمِد مِنكَ ؟!، يَنبَغي أَنَ ذاكَ يَزيد وَأَنا أَنقُص.. هَرِبَ مِنَ الكَرامَة فَطَوَبَهُ الرَبُ بِأَن دَعاهُ عَبرَ كُلِ الأَجيال في كُلِ زَمانٍ وَمَكان بِأَعظَمِ مَواليدِ النِساءِ.
العَذراء مَريَم مِنَ البِدء دَعاها الله المُحِب القَدير أُماً لِلقُدوس إِبن مَحَبَتِهِ الوَحيد.. أَما هَيَ رَداً وَإِيجاباً قَدَمَت نَفسَها تَحدِيداً كَأَمَة لِلرَب تَحتَ أُمرَتِهِ بِلا قَيدٍ أَو شَرط.. لَم تُقدَم نَذرَها لِلرَب كَأَمَة لَهُ بِكَلِمات ثُمَ إِنحَلَت مِن نَذرِها خَلفَ ذَاتِها وَمَطالِيبِها.. بَل عاشَت نَذرَها الذي مِن إِدراكِها الحَكيم كُلِ حَياتِها مِن لَحظَةِ دَعوَتِها وَمِن قَبلِ.. لَم تَكُن عِندَها ذاتَها ثَمِينَة كَما الرَب العَظيم.. لَم تُوجَد ذَاتَها مُستَقِلَة مُنتَفِخَة بالقَلب والعَقل إِلي جِوار الرَب.. فَعاشَت خادِمَة في صَمت وَتَأَمُل.. خَدَمت أَقَارِبَها.. ثُمَ خَدَمَت حَتي إِلي الصَليب وَبَعدِهِ الرَب والإِبن الوَحيد. المَرَة الوَحِيدَة التي ذُكِرَت بالروح في الكِتاب عَنها تَتَكَلَم عِندَما تَهلَلَت مُسَبِحَةَ الرَب عَلي عَظيم صَنِيعَهُ هُوَ مَعَها لِأَجلِ البَشَرِيَة جَمعاء، وَلَم تَتَعالي لِتَنسِب لِنَفسِها شَيئاً البَتَةَ، والثانِيَة عِندَما طُلِبَ مِنها المَعونَة في العُرس.. فَلَم تَسمَح لِنَفسِها بِغَيرِ أَن تُرشِدَهُم لِلرَب.. لَم تَطلُب مِنَ الرَب لِتُعطي بَل أَرشَدَتهُم إِلَيهِ. لَم يُكتَب عَنها بالكِتاب قَدرَ عَطائِها وَهيَ التي حَفِظَت بِفِهمٍ في قَلبِها وَعقلِها أَحداثُ التَجَسُدِ حتي النِهايَة وَقَدَمَت ذَلِكَ لِلبَشِيرين وَلنا.. هَرِبَت مِنَ الكَرامَة بِفِهم فَطَوَبَها الرَب وَثَبَتَ ذَلِكَ بالروح في الكِتاب لِكُلِ الأَجيال في كُلِ زَمانٍ وَمَكان.
| |
|